الثلاثاء، 6 أكتوبر 2009

الحلقه السادسه من مسلسل ابن سلول (ناكر المعروف )


بصدق إخواني القراء ترددت كثيراً عند كتابة هذه الحلقة والسبب بصدق حتى لا يقلده المفتونين به أو من أضلهم وأعمى بصائرهم والذين ينطبق عليهم قوله تعالى: ( كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ) الآية، وما ذكر الإمام الشافعي عندما قال بما معناه أنه إذا أراد قوم أن ينشروا فاحشة أو منكرا فليكرروا ذكره وعندها يسهل ارتكابها . من أجل ذلك لم أرد أن أذكر كيف فعل هذا المنافق بمن أحسن إليه حتى لا يفتتن المعجبين به ويسهل عليهم محاكاته والاقتداء به وإن كانت تصرفات بعضهم حالياً تتوافق مع هذا الرأي ولي في بعض أقاربي مثالاً حياً وواضحاً (تعلموا منه النذالة والخساسة ونكران المعروف )، ولكن ولكي أكشفه عند من يدافع عنه أو بمن هو مفتون بأعماله أن أوقظه من سباته العميق وأقول له إن الله عالم بكل الأمور وأذكرهم بقوله تعالى: (فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ)الآية. لذا ساذكر مواقفه المخزية مع من أحسن إليه، يقول الشاعر:
إذا أكرمت الكريم ملكته وإذا أكرمت اللئيم (الخسيس) تمرد
هذا البيت الشعري أحس كثيراً أنه يصف هذا المنافق الخسيس بما يستحق والحقيقة لست بشاعر ولا أهوى الشعر، وإلا فقد أجد بيتاً أبلغ من هذا في وصف هذا المنافق الخسيس، لكن هناك بيتاً نبطياً يصفه، يقول في شطره الثاني
لا تامن البوم ياكلنا والفار ينقلب علينا هام .
بالفعل لو عرفتموه ببداية حياته لوجدتم أن هذا الشطر من البيت ينطبق عليه وعلى من يحذون حذوه .

قال تعالى: (هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)، هذه الآية تنطبق تماماً على هذا المنافق الخسيس فهو يقنع ولا زال الإمعات أن ما يقوم به من تحريض وإشعال فتن بين الناس ورفع الدعاوي ضد الآخرين من باب المحافظة على النسب الشريف تارة وتارة أخرى من باب الدفاع عن حقوقه وحقوق الآخرين كما فعل عندما اشتكى أبناء عمومته وما شابه ذلك من المبررات التي لا تنطلي إلا على العوام وضعاف النفوس أو بالأحرى من بقلبه مرض .
والملاحظ بالفعل أن كل من يوافقون برأيه العدواني تجد لديه حاجة أو مشكلة .فالبعض من باب حب الظهور والمباهاة ، بل الغالبية منهم لا يملك شيئاً ، لا علم، ولا دين، ولا مال، ولا جاه، ولم يتبقى معه إلا التمسك بكرامات النسب الشريف لذا يضطر إلى الانضمام إليه ومتابعته أو تأييده بأفعاله العدوانية والمشبوهة حتى لا يخسر كل شيء وسأشرح ذلك في حلقات قادمة إن شاء الله .
أما هذه الحلقة فأذكرها بعدما سمعت بعض أحداثها من الكثيرين وكنت أعرف بعضاً منها ثم تأكدت عندما سمعتها من نفس الشخص الذي عانى من هذا المنافق، هذا الرجل شخصية محبوبة من الجميع في المجتمع المدني وغيره، رجل كريم وخلوق، مشهود له بالمواقف المشرفة مع الجميع، ينتسب إلى النسب الشريف .
متواضع بشكل غريب لمن في مكانته، باختصار لا يمكن أن يُذكر اسمه في مجلس إلا والجميع يثني عليه بالخير وحسن الخلق. قال لي إنني تبنيت هذا الشخص (طبعاً من حسن خلقه لم يذكره بسوء بل يدعو له بالهداية) واعتبرته مثل أحد أبنائي ولم أبخل عليه بشيء، ساعدته عندما كان طالباً بالجامعة ووقفت معه عندما مُنع من استكمال دراسته العليا بجامعته وعملت بقوة لكي يقبل في جامعته الحالية (أنا اعرف لولا تدخله المباشر لما قُبل، وذلك لأنه لديه مكانة غير عادية عند جميع معارفه).
حتى ولي نعمته الحالي –الذي في جدة- كان هذا الرجل الفاضل من أسباب تعرفه به وهذا سمعته من آخرين وهو أي المنافق من أسباب تركه ومعاداته لهذا الرجل الفاضل أنه وجد البديل وأول ما فعله مع الجديد أن يزرع عداوة وبغضاء مع كل من يعرفهما (شغل منافقين).
هذا المنافق كان يُكثر من إقامة الولائم واستدعاء الكثير ممن قد يستفيد منهم مستقبلاً وكنت والكثير معي يستغربون من أين يأتي هذا المنافق بكل هذه المصاريف الباهظة لإقامة مثل هذه الولائم خاصة وأنه طالب وأسرته ليست من الأسر المعروفة بغناها الفاحش بل أسرة متوسطة مستورة مثلها مثل معظم أسرنا . أسئلة كثيرة كانت تراودنا حتى أننا كنا معجبين به، وكنا نقول بأنفسنا إن هذا المنافق وسع المسافة بيننا وبينه، ولا يمكن أن نجاريه بكرمه وجوده الغير مسبوق، (وللأمانة لم يذكر لي هذا الرجل شيئا من هذا ولكنني عاصرت تلك الفترة ولم أكن أعلم أن كل تلك الولائم والحفلات لم يصرف فيها هذا المنافق فلساً واحداً . وإنما كانت كلها من جيب هذا الرجل الكريم الذي لم يُلمح يوماً بأنه هو صاحب هذه التكاليف، بل إن هذا الرجل الكريم أحياناً يسمع شكر الناس لهذا المنافق على هذا العشاء الفاخر أمامه، ولا يستحي المنافق فيقول هذا من كيس هذا الرجل الكريم)، ولكون هذا المنافق ناكراً للمعروف لم يذكر يوماً أن هذه المصاريف من كيس هذا الرجل أو بمساعدة منه .
ذُكر لي أخيرا أن هذا الرجل كان يعطيه مبالغ ماليه لكي يصرف على نفسه بل قيل لي يوماً أنه كان يأخذ منه طليان ويذبحها لوالديه، بل قال لي ثقة أنه يغير له إطارات سيارته عندما يسافر لأهله خوفاً عليه وذلك لتهالكها، ولا أستبعد أنه كان يأخذ منه مصاريف السفر فهو باختصار لا توجد لديه كرامة في باطنه ولكونه منافقاً فإنه يحرص على إظهار العكس (منافق).
بعد كل هذا المعروف والتبني ومساعدته لا أظن أن هناك شخصاً مهما اختلفت معه أن تسيء إليه حتى لو هو أساء إليك، فالعرب يأسرهم الجميل ويدينون لصاحبه .
أتخيل أحياناً أن من يحسن إلي بهذا الشكل فسأقبل منه كل أنواع الإساءات حتى لو صفعني أو شتمني أو فعل أي شيء فهو لا يختلف عن والدي وأخي الكبير، ولكن ماذا تقول عن شخص منافقٍ جاحدٍ للمعروف، دينه وقيمه يكيفها على حسب مصلحته، أنا متأكد أنه يدوس على أقرب الناس إليه في سبيل تحقيق مصلحته، باختصار هومن يعرف بالآفاق (المنافق).
قال لي شخص يعرفه أن تصرفات هذا الشخص دليل على سوء خاتمته وذكرني بقوله تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) الآية. بل زاد ستكون نهاية هذا الرجل عبرة لمن يعتبر . وبالفعل تذكرت قوله تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) الآية كما وجدت بتفسير الآية شيئاً مخيفاً أن من يخالف أمر الله ورسوله فهذه علامة واضحة لسوء الخاتمة والعياذ بالله حيث أن الله سيسلط عليه إما عند الاحتضار أو بالقبر من يفتنه ويؤدي به إلى الكفر أعاذنا الله وإياكم من هذه الفتن وأحسن الله خاتمتنا والمسلمين.
بصراحة أنا لا أعرف السبب الحقيقي للخلاف بين هذا الرجل الكريم والوقور بشهادة الجميع وبين هذا المنافق ولكن مهما كانت درجة الخلاف بينهما فما قام به هذا المنافق من تصرفات مخزية أو مما قاله عن هذا الرجل الفاضل وتشويه سمعته بهذا الشكل دليل واضح على خساسة ونذالة هذا المنافق . بعد كل ما قام به معك ألا تتذكر له موقفاً واحداً مشرفاً معك أن تغفر له إن أخطأ معك بشئ؟ولا أظن ذلك يحصل منه فهو رجل فاضل بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، ولكن لو افترضنا جدلاً أنه أخطا بحقك. ألا تتذكر له شيئاً طيباً فعله معك يمنعك من القيام ببعض ما قمت به، أيُّ خساسة ونذالة أنت مصنوع منها ؟!
والله لم أسمع عن نكران للمعروف وخساسة حتى بالقصص الخيالية، بل حتى عند اليهود، والنصارى والبوذيين لم نسمع عنهم مثل هذه الأعمال، وما يزيد الطين بله أنه يظهر الالتزام والتدين وفعل الخير وما شابه ذلك والحقيقة أنه بعيد عن كل ذلك قال تعالى: (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) الآية.
وهذه لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة فهذا ديدنه وعاداته وسأذكركم قريباً عندما يحقق مبتغاه ممن يحوم حولهم حالياً سيكرر أفعاله المخزية لا محالة، لكن أحب أن أذكر أن هذا المنافق كان يقلل من والد الملتف حوله هذه الأيام في كل مجالسه، وقال أشياء أتذكر بعضها ولكن ليس من طبيعتي أن أنقل السوء وإلا أصبحت نماماً مثله، ولوجود مصلحة مع ابنه حالياً فإنه كعادته انقلب مع الوالد المتوفي مائة وثمانون درجة وأصبح يثني عليه ونسي ما كان يقوله عنه، ألم أقل لكم دينه وأخلاقه تتغير حسب مصلحته وأبشرك ومن خبره سابقة لو انقضت مصلحته من هذا الشخص فسوف ينقلب عليه كمافعل مع آخرين والأيام بيننا .
كذلك أذكر موقف آخر ذكره لي أحد الثقاة أنه كان وهذا المنافق أكثر من أخوين وقال لي وأعرفه صادقاً أنه كان من أقرب الناس لي بل ذكر أنه لم يشتري كتاباً وقتها إلا وأشترى نسختين واحدة له وأخرى لهذا المنافق. ثم أراد الله أن أختلف معه عندما حاول هذا المنافق أن يفرق بينه وشقيقه، وافترقنا كل في طريق وخلال ست سنوات لم يتصل بي ولم أراه، ولكنه فوجئ به قبل شهرين أن اتصل به وقال له أريد أن ازورك فقلت له كعادتي الله يحييك فجاء عندي بمنزلي وبقي معي لأكثر من ست ساعات وكان يحاول معي أن أوقع له على مشهد يخدمه، واستغربت يقول الرجل: بعد ست سنوات وبعد العداوة والدعاوي التي رفعها ضد أخي الكبير وما قاله عنه وعنا وبعد محاولته لزرع الفتنة بين أفراد خامسي، تريدني أن أقف معك في موضوع أنت الظالم به لا المظلوم؟! من أي جنس أنت؟
وأنا أفسرها بدلاً عنك أخي الكريم هو باختصار إذا لديه مصلحة فلا تجد للكرامة مكاناً بقاموسه أنه (ميكافلي) أكثر بمئات المرات من (ميكافلي) الأصلي. شخص معدوم الكرامة. (الغاية تبرر الوسيلة) إذا أردت أن تعرف معناها وترى مظاهر من معانيها الحقيقية فما عليك إلا أن ترى تصرفات وأقوال هذا المنافق وعندها تعرف جيدا معنى هذا الشعار القذر .
هناك شخص معروف لدى المهتمين بالتاريخ وعلم الأنساب (أثنى عليه هذا المنافق بخط يده عندما كتب تعريف نفسه وذكر عنه الكثير وذلك عندما كان بحاجته .وقيل لي من رجل ثقه أن هذا الرجل المؤرخ والنسابة المشهور كانت له أيادي بيضاء على الجميع وخصوصاً هذا المنافق أفاده بعلمه وخبرته بل كان يهديه كتب ووثائق وما شابه ذلك بل زاد أنه استضافه كثيراً في منزله وكان يكرمه في كل مرة وكانه لأول مرة يستضيفه أي بالعربي كان في كل زيارة يكرمه ويعطيه واجبه كما عُرف عن العرب الأجاويد )وكان يناصحه دائماً بحكم سنه الكبير وعلمه وخبرته . وشاء الله أن اختلفوا ولا أعرف الأسباب بصدق وانظروا ماذا فعل هذا المنافق؟
حرض عدداً من العوام لإحدى القبائل والتي رغب بعضاً من أفرادها الانتساب إلى الأشراف وكان هذا النسابة قد اعترض على ذلك أو ماشابه ذلك، وبالفعل نجح في تأليب بعضهم وأقيمت الدعوى وحُوكم الشخص وإن كان كما عرفت أنه لم يعاقب، المهم هذا المنافق كما قال لي أحد الثقاة أنه كان يتبجح بالمجالس أنه لن يرتاح حتى يُجلد هذا الشخص العلامة الجليل باعتراف المنافق والمخطوط بيده. تخيلوا إلى أي حد وصلت به البجاحة والخساسة والنذالة؟ هل مر عليكم مثل هذا الرجل (أستغفر الله اقصد المنافق) رجل أحسن إليك باعترافك، ورجل أنت قلت بخط يدك أنك استفدت منه بشكل كبير ورجل كبير بالسن، وفي موضوع خلافي أنت ليس لك به ناقة ولا جمل .
أقسم لك لم أسمع أو أرى أو أقرأ عن شخص قام بما قمت به؟ وكل ما قرأتموه وهو الشخص الملتزم المتدين النسابة الذي كما افترى على العوام أنه ممن يستعينون به في بعض الإدارت الحكومية إن احتاجوا لموضوع يتعلق بالنسب ؟(ثبت لنا بالدليل القاطع أنه كاذب مئة بالمئة).
بصراحة أنا مليت منه ومن مواقفه المخزية وأتمنى من كل القراء ألا يغتروا به أو بأفعاله ويتساهلون مع أنفسهم أوأبنائهم لمحاكاة هذا المنافق فالدنيا زائلة وكلنا ماضي إلى مثواه ومنزله الأبدي فعليك بنفسك وحسن منزلك الأبدي وتذكر قوله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) وقوله: (يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ) الآية، وتذكر أن الله لا يخفى عليه شيء فسوف ينطق الله كل جوارحك ولا تستطيع أن تخفي أعمالك كما تفعل بالدنيا وتغش الناس وتظهر لهم الوجه المخفي كما يفعل هذا المنافق والذي لا تتوقع له إلا سوء الخاتمة أعاذنا الله وأعاذكم، والمسلمين الصادقين منها، إنه سميع مجيب الدعوات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق